الصناعة الثقافية في ظل الثورة الرقمية : رهانات صناعة المحتويات الثقافية في السينما الأمريكية دراسة تحليلية للصورة التوليفية الرقمية الموظفة في أفلام الخيال العلمي

Abstract

تعيش السينما في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا من ناحية أساليب صناعة الأفلام و مضامينها و كذا أنماط تلقيها من طرف الجماهير، سر هذا التطور هو توظيف التكنولوجيات الرقمية من طرف المنتجين في كل دول العالم و بالأخص كبرى استوديوهات هوليوود. في ظل هذا التطور عرفت الصورة السينمائية هي الأخرى تحولا و تغيرا كبيرا أثر على شكلها، مضمونها، دلالتها و ارتباطها بالواقع. فمن حيث الشكل ظهر نوع جديد من الصور السينمائية يدعى الصورة التوليفية الرقمية" numérique image de synthèse" التي أتاحت إمكانيات بصرية جديدة لصناع الفن السابع خاصة صناع أفلام الخيال العلمي في هوليوود. أما من حيث المضمون فقد تبنت الصورة التوليفية الرقمية نظام تمثل جديد للمضامين بمساعدة نظام الإعلام الآلي، كما ساهمت في تطوير الخيال التكنولوجي الذي اندمج تدريجيا ضمن الخيال السينمائي الهوليوودي بشكل عام و أفلام الخيال العلمي بشكل خاص، حيث تعكس هذه الأخيرة من جهة التطور في مجال التقنيات الرقمية الموظفة في الإنتاج، العرض و التوزيع و من جهة أخرى تعبر من خلال محتوى خيالها السينمائي عن مكانة التكنولوجيا في المجتمع الأمريكي، إذ يراهن صناع السينما في هوليوود عليه لنشر الثقافة الممجدة للفكر الأمريكي و صناعة صورة عن مجتمع متحضر و متقدم يفرض سيطرته على العالم من خلال إمكانياته التكنولوجية. في دراستنا قمنا بتحليل سبعة أفلام من نوع الخيال العلمي التي أنتجتها هوليوود في الفترة الممتدة من 2009 إلى 2015 من أجل تحديد رهانات توظيف الصورة التوليفية الرقمية في صناعة محتويات الثقافية للخيال السينمائي و في بناء تمثلات عن التكنولوجيا في أفلام الخيال العلمي.