العصبية الافتراضية في شبكات التواصل الاجتماعي : دراسة اثنوغرافية نقدية على عينة من مستخدمي الفايسبوك

Abstract

تهدف هذه الدراسة الاثنوغرافية إلى الكشف عن تعصب المستخدمين الجزائريين في تفاعلاتهم، وتواصلهم عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك، التي باتت الدراسات الحديثة تميل إلى تسميتها بالقبائل والعشائر الالكترونية الجديدة، باعتبار أنها أدت إلى الانتقال من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي في فضاء الكتروني فتح آفاقا جديدة لتعزيز عصبية القبيلة ولم شتات أفرادها، فأصبح الفيسبوك بهذا قبيلة افتراضية جديدة تقوم على العصبية الافتراضية، وفي سياق البرهنة على هذه الحقيقة سلطنا الضوء على أربع جماعات افتراضية "للنساء فقط ممنوع دخول الرجال" المؤسسة على أساس جندري، جديد مسابقات التوظيف للأساتذة الجامعيين" القائمة على أساس أكاديمي ومهني، "ناس الشاوية" والمشكلة على أساس إثني، "الجالية الجزائرية في الغربة" المكونة على أساس جغرافي، والتي تضم أبناء القبيلة المتفرقين حول العالم، ناهيك عن الصفحات القبلية الافتراضية وما تشهده من تواصل أبناء القبيلة الواحدة ومناقشة قضاياها، والتي تميل إلى استبعاد الغرباء، ومنع انضمامهم إليها واحتواء الأقارب. كما تهدف دراستنا إلى محاولة الإجابة عن الاشكالية التي تتمحور حول الكيفية التي يتعصب بها المستخدمون على مستوى علاقاتهم الاجتماعية والتواصلية في هذه القبيلة الافتراضية، ولماذا هذا التعصب في موقع كان من المفروض أن يعزز وينمي حضارة التواصل؟ وفي محاولة لتقديم أجوبة لهذه الاشكالية اخترنا القيام بدراسة كيفية تعتمد على الملاحظة بالمشاركة على الخط في مرحلة أولى من خلال معايشة ميدان الدراسة، وعلى المقابلة غير المقننة في مرحلة ثانية والتي أجريت عبر كاميرا الواب، وانتقلنا من حقل الوصف إلى حقل الفرضيات لتكون أكثر عمقا، وهذا بالاستناد إلى منهجية الاثنوغرافيا النقدية، والاعتماد على عينة قصدية من مستخدمي الفيسبوك في الجزائر من مختلف الأجيال، والتي تنتمي إلى فئات اجتماعية مهنية ومستويات تعليمية مختلفة، ومن كلا الجنسين، كونها فاعلة في الفيسبوك، وهذا بغرض الكشف عن اختلاف درجة التعصب في التواصل باختلاف السمات العامة الجماعية والفردية للمستخدمين في المجتمعات الانتقالية، كحالة المجتمع الجزائري.