التعاون الأمني في شرق آسيا في ظل التوازنات الإقليمية بعد 11-09

Abstract

تتناول الدراسة حالة التعاون الأمني في شرق آسيا التي تعالج مختلف القضايا الإقليمية في ظل التوازنات الإقليمية، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي كانت نقطة تحول فارقة في العلاقات المشتركة؛ في منطقة تعرف مظاهر انقسام فرضتها عوامل عديدة، وذات بنية تقليدية لا يمكن تجاوزها، كما تُظهِرُ معالمَ البنية الأمنية لشرق آسيا شديدة التفاعل والتغير. تنطلق الدراسة للإجابة على سؤال مركزي حول علائقية التوازنات الإقليمية بعملية التعاون الأمني في بيئة أمنية تحتكم لعديد المشاغل، وذلك انطلاقاً من تقويض، أو زيادة حالة التعاون الأمني الإقليمي، واستكشاف مختلف أنماط التعاون الأمني في شرق آسيا وكيف تتعدد الخيارات بين المساهمين الإقليميين في العملية، وسط مشاهد إقليمية متغيرة، وشعور بالمخاوف من عدم إيجاد حلول جذرية وواقعية للشواغل الأمنية سواء التقليدية واللا تقليدية، وانعكاسها على طبيعة التفاعلات ضمن الفضاء الإقليمي لشرق آسيا. تظهر التوازنات الإقليمية كوعاء ناتج عن التفاعلات وتنافس القوى الكبرى في شرق آسيا، وتترتب عنها جملة من الترتيبات التي تظهر العملية التعاونية في شرق آسيا في عدة مسارات تتراوح بين الطابع الرسمي المؤسسي، الذي يستند لأدوار مركزية الآسيان، ونظرتها للبيئة الأمنية المضطربة، وبين المسارات غير الرسمية في شكل هياكل التعاون متعدد الأطراف والترابطات الثنائية، والتحالفات والشراكات مع مختلف القوى الإقليمية، والتي تتعلق أساساً بالهدف الذي يسعى إليه كل طرف، والذي لا يلغي التعاون الرسمي، بل يعتبرونه ضروريا لإزالة الشوائب القائمة على عدم اليقين. وقد خلصت الدراسة إلى أنّ هذه الترابطات على اختلافها تسهم في التعاون الأمني، وحبيسة للتوازنات والمكاسب التي ترغب الدول في تحقيقها وتعظيمها، وهو الموقف الذي يجعل عملية التعاون الأمني ضمن تباينات عديدة تسعى الدول لمواجهتها.