الخدمة العمومية في وسائل الاعلام الجزائري بين النصوص القانونية و الممارسة

Abstract

تعنى هذه الدراسة في المقام الأول بالبحث في مجال الخدمة العمومية وسائل الاعلام الجزائرية، وطبيعة النصوص القانونية التي تنظمها وتجليات الممارسات اليومية للقائمين بالاتصال عبر شبكات البرامج والحصص بالتلفزيون العمومي الجزائري وقناة الشروق الخاصة. وفي هذا السياق وقبل التطرق للبحث في إشكالية الدراسة فضلنا تسليط الضوء على الأدبيات التي سبق وأن تناولت موضوع الخدمة العمومية في وسائل الإعلام المختلفة والتي أصبح بفضلها مفهوم هذا الأخير يبدو على الشكل الذي هو عليه اليوم. قسّمنا عملية البحث في موضوع " الخدمة العمومية في وسائل الاعلام الجزائرية " إلى أربعة محاور هي: التنظيم القانوني لوسائل الاعلام في العالم وطبيعة الأنظمة القانونية للصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون في العالم، مفهوم الخدمة العمومية في وسائل الاعلام العالمية، ثم التطرق للتنظيم القانوني للتلفزيون العمومي الجزائري وقناة الشروق الخاصة، وكذا الخدمة العمومية في التلفزيونالعمومي الجزائري وقناة الشروق الخاصة. أمّا ختام الدّراسة فكان بعرضٍ لمجموعة من النتائج التي خلُصنا إليها وبعض الاقتراحات التي من شأنها أن تساعد على تقديم خدمة عمومية مناسبة تأخذ بعين الاعتبار ذوق الجمهور وترقى إلى أن تنافس القنوات الأجنبية، ولعل في مقدمتها: تحديث بعض النصوص القانونية لغاية مواكبتها للتطور الحاصل في الفضاء السمعي البصري وكذا تعزيز هذا الأخير بقوانين تضمن للصحفيين حقوق التكوين لتأدية مهام الخدمة العمومية. الاهتمام ببقية البرامج وعدم التركيز فقط على الجريدة المصورة، وكذا الابتعاد عن الايجابية المطلقة ومراعاة سرد الحقائق ومستجدات الواقع والتحلي بالموضوعية، وفتح باب النقاش للمشاهدين من أجل مشاركتهم احتياجاتهم وتطلعاتهم وإرضاء جميع الأذواق والأهواء والآراء والأفكار. تحرير التلفزيون من تدخلات السلطة وإعطاء سلطة القرار لذوي الاختصاص وهذا لا يعني إلغاء دور السلطات العمومية كليا (توضيح العلاقة بين السلطات العمومية والقنوات التلفزيونية الخاصة ومنها قناة الشروق، بصرف النظر عن وضعها القانوني)، فإذا كانت النوايا والإرادات متوفرة،وتهدف إلى وضع أسس واضحة للتنافس بين القنوات التلفزيونية وتضبط قواعد حرية التعبير وتحدد مجال إسهام القنوات التلفزيونية في النهوض بالثقافة المحلية والقومية وتعزز لغة التواصل، فهذا عمل ايجابي يكرس مبدأ الخدمة العمومية. تطوير التجهيزات والوسائل التقنية الحديثة في مجال التصوير والإخراج وإسناد مهام الإعداد والتنشيط للكفاءة، للرفع من جودة الإنتاج الوطني. ضبط مواعيد بث البرامج فاحترام البرمجة جزء من احترام المشاهد، فهو خطوة هامة نحو الاحترافية. وبذلك يكون السعي لجعل التلفزيون العام اوالخاص قناة كل الجزائريين يستجيب لحاجة المجتمع ويحافظ على المبادئ والأصالة ومسايرة تنوع الأذواق. الاعتماد على دراسات المشاهدين والتي تكون سندا هاما في تخطيط برامج ترقى إلى الذوق العام والى حقيقة أذواق الجمهور، ومن ثم وجب على التلفزيون الجزائري وقناة الشروق الخاصة وفي إطار تقديمها للخدمة العمومية، أن يراعي في شبكات البرامج حقائق ومستجدات الواقع من خلال الاعتماد على دراسات الجمهور.