دور الوساطة الدولية في تسوية نزاعات الجوار الاقليمي

Abstract

تركز دراستنا على دور الوساطة الدولية بقيادة الجزائر في تسوية النزاعات في الجوار الإقليمي بشكل عام، والنزاع في مالي بشكل خاص، وتهدف هذه الدراسة إلى فحص إمكانات الوساطة الدولية بقيادة الجزائر، في تحقيق مستوى من الأمن والسلم في مالي، يسمح بتركيب هندسة سياسية ومؤسساتية تضمن استمرار النظام الدستوري وينعكس إيجابا على المشهد الجيوسياسي للمنطقة في ظل التجاذبات الدولية والإقليمية ذات النزعة التدخلية، ومن أجل تفكيك هذه الإشكالية البحثية اعتمدنا إطار منهجي ونظري مركب ومتكامل يجمع بين المنهج التاريخي والمقارن والإحصائي والتحليلي ودراسة الحالة، وعدة مقاربات ونظريات، مثل نظرية الدور للوقوف على درجة التناسب بين مقدّرات الوسيط وسلوكه، كما اعتمدنا مقاربة الطوارئ التي تنظر إلى الوساطة الدولية كنسق له مخرجات تتحكم فيها متغيرات مستقلة قبل عملية الوساطة وأثنائها. وقد حاولنا من خلالها مقاربة سلوك الوساطة الدولية بقيادة الجزائر من حيث التخطيط والتنفيذ خلال مسار تسوية النزاع في شمال مالي عبر أهم محطاتها. أبرزنا في دراستنا أن الوساطة قيمة افريقية، وهي امتداد طبيعي لتراث إفريقي عميق، كانت تديره الأنظمة التقليدية الإفريقية قبل الاحتكاك مع الاستعمار الأوروبي، وخلصنا إلى أن الوساطة الدولية هي بديل عن التدخل الخارجي، لأن التدخل الخارجي عامل بنيوي في الأزمات الداخلية في إفريقيا ( النزاع في ليبيا نموذجا)، ، كما اكتشفنا أن المسارات الانتخابية أصبحت مصدرا للنزاع في إفريقيا، لأنها الاختبار الحقيقي لكل الأطراف لقبول إعادة توزيع القوة وفق الشرعية الشعبية، والدليل على ذالك الانقلابين العسكريين في مالي 2020و2021، وعليه فالوساطة الدولية ذات التمثيل والقيادة الإفريقية مطالبة برسم استراتيجيات لمعالجة مأزق المسارات الانتخابية. كما تستشرف دراستنا إمكانية استعادة الملف الليبي إلى البيت الأفريقي، من خلال تدخل الوساطة الدولية ذات التمثيل والقيادة الإفريقية لتسوية الصراع الليبي، وتحرير الإرادة الليبية من السيطرة الأجنبية، ووضعها في بيئة مناسبة للتفكير وابتكار حلول ومقاربات " ليبية-ليبية"، بمساعدة دول الجوار والمجتمع الدولي.