التحديث السياسي ورهان استمرارية النظم السياسية العربية : دراسة للمسار الإصلاحي في ضوء التجربة الجزائرية 2011-2022

Abstract

ملخص بالعربية: سعينا من خلال هذه الدراسة مناقشة موضوع التحديث السياسي في المنطقة العربية وانعكاسه على الدول العربية، باعتبار أن نموذج الدولة القطرية لم يكن نتاجا لتطور الفكر السياسي العربي، بل جرى فرضه من قبل الدول الغربية التي حاولت اجتثاث النموذج التقليدي الناتج عن تفاعل أعراف المنطقة العربية بشقيها الشرقي والإفريقي مع الثقافة الإسلامية وإحلال هيكلة سياسية من منتجات الحضارة الغربية، التي اصطدمت بالرفض من قبل نخب تبحث عن نماذج الوحدة بمضامين قومية وشعوب تبحث عن العودة إلى نموذج الأمة الإسلامية. تعد الجزائر من الدول التي جرى تحديثها من قبل الاستعمار الفرنسي، الذي فكك النسيج الاجتماعي عبر مجموعة قوانين وسياسات استعمارية، وأضعف فيه العلاقات القائمة على الدين وروابط الدم والنسب، وحدد له الموقع الجغرافي، فانتقل المجتمع الجزائري من نمط الحياة التقليدي إلى الحياة المدني بظهور الحركة الوطنية وبروز الأحزاب السياسية تحت سلطة الاستعمار، وحرمانه من الحداثة وشعاراتها، إلى أن ظهرت جبهة التحرير الوطني كأول تنظيم سياسي علماني يطرح مسألة العقد الاجتماعي على الجزائريين حمل اسم بيان أول نوفمبر. بعد الاستقلال مرت الجزائر بـأربع مراحل رئيسية بدأت بمأسسة الاستقلال، مرحلة التنمية الاقتصادية، الانفتاح السياسي المتبوع بالمأساة الوطنية، ثم مرحلة الإصلاحات في مرحلة الربيع العربي، التي كانت صيانة للنظام السياسي الذي عجز عن مواجهة الإرادة الشعبية في خضم الحراك الشعبي، الأمر الذي جعل المؤسسة العسكرية تتدخل لتسير المرحلة الانتقالية انتهت بإجراء انتخابات رئاسية.