دور القوة البحرية في استراتيجية الأمن القومي الصيني

Abstract

حاولت الصين في العقدين الأخيرين تطويرقوة بحرية حديثة بهدف استعمالها كأداة إستراتيجية لضمان أمنها القومي، وأثر نموها بشكل كبير على التوازن البحري في شرق آسيا. خاصة مع وجود سياسة توسعية للصين في محيطها الإقليمي وما تشهده المنطقة من نزاعات بحرية متواصلة في بحر الصين الجنوبي والشرقي واستمرار قضية تايوان كمعضلة كبرى للأمن القومي الصيني، ونتيجةلذلك،نشأ سباق للتسلح بشكل واضح في المجال بحري، وتواجهالصينوجيرانها حاجةماسةلتحسينفهمهملكيفيةقيامكلدولةفيالمنطقةبتطويرقوتهاالعسكرية لتجنب أي صدام عسكري محتمل خاصة في ظل وجود تحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة واليابان والدول الأخرى في جنوب شرق آسيا والذي تراه الصين تهديد مباشر لها. إنالنجاحاتالبحريةالصينية الأخيرة من خلال بناءها لقوة بحرية قادرة على العمل في البحار العميقة وإدماجها في النظام البحري العالمي، والعمل مع القوى الدولية لحماية خطوط الاتصالات البحرية ومكافحة القرصنة، كل هذا شكل مخاوف كبيرة للقوى البحرية التقليدية بقيادة الولايات المتحدةمفادها أنالصينقدتصبحمنافساعالميافيالعقودالمقبلة،كما يوجد شكوك متواصلة في مبادرة الصين الجديدة "الحزام والطريق" باعتبارها تحمل أبعاد عسكرية وأنها تسعى من خلالها لزيادة نفوذها على المستوى العالمي وربط شبكة اتصالات بحرية. كما أن النشاطات البحرية المتزايدة للصين في المحيط الهندي تعتبره الهند تحدي لها في منطقة نفوذها التاريخية، حيث أن الهند تبنت إستراتيجية "الذهاب شرقا" كاستجابة للتهديدات الصينية مما فتح باب التنافس البحري بينهما. لازالت القوات البحرية الصينية تواجه العديد من التحديات على المستوى اللوجستي والتكنولوجي لتكون في موضع يمكنها من مواجهة القوات البحرية الأمريكية، كما أنه من الصعب وصفها على أنها قوة بحرية عالمية، نظرا لوجود العديد من التحديات الإقليمية ما يجعلها تركز على الدفاعي البحري ضمن نطاق البحار القريبة، لكن الصين تستغل النموالمتسارع لاقتصادها بهدف التطوير المتواصل لقوتها البحرية خاصة من حيث المعدات والتدريب وبناء شراكات دولية، وستكون التحدي الأهم في المستقبل بالنسبة للقوات البحرية الأمريكية في أعالي البحار.