دور تطبيق الحكومة في إدارة الضرائب لتفعيل الرقابة الجبائية :دراسة ميدانية لناحية سطيف

Abstract

لقد تطرقنا في هذه الدراسة إلى معالجة إشكالية استكشاف الجهود التي بذلتها الإدارة الجبائية في الجزائر من أجل تطبيق مبادئ الحوكمة وكيفية الاعتماد عليها لزيادة فعالية الرقابة الجبائية، وهدفت الدراسة إلى إبراز واقع تطبيق المبادئ العامة للحوكمة في المجال الجبائي وبالتحديد في إدارة الضرائب، حيث تم عرض تجربة الجزائر في البحث عن طريقة تسيير جديدة للرفع من كفاءة إدارتها الجبائية خاصة فيما تعلق بالرقابة الجبائية التي تشوبها اختلالات تعيق من أداء مهامها في ظل ظروف البيئة الجبائية والمحاسبية الحالية، وقد تم التركيز على الرقابة باعتبارها أداة الدولة التي تكمل توجه النظام الجبائي التصريحي المانح للمكلف الحرية في الإدلاء بتصريحاته الجبائية، وهي الآلية الوحيدة التي تسمح بضمان تتبع المكلفين بالضريبة ومراقبة مدى مصداقية التزاماتهم تجاه إدارة الضرائب. ركزت الدراسة في الشق النظري على المنهج الاستقرائي والاستنباطي واستخدام وصف وتحليل البيانات المتحصل عليها، واعتمدنا كذلك على تحليل محتوى التعليمات، المناشير، المذكرات وغيرها من إصدارات إدارة الضرائب الجزائرية والتي تبين تجربة الجزائر في تطبيق الحوكمة، إضافة إلى تحليل إحصائيات تظهر واقع الرقابة الجبائية لفترة الدراسة، في حين قمنا بتصميم الدراسة الميدانية في شكل بحث نوعي يستكشف واقع حوكمة الرقابة الجبائية في الجزائر باعتماد مقابلات شبه موجهة تشمل عينة من مسؤولي الإدارة الجبائية لناحية سطيف. توصلت الدراسة إلى أنه رغم غياب الإطار المفاهيمي والعملي للحوكمة الجبائية في الجزائر، إلا أن إدارة الضرائب قدمت عدة جهود من أجل تبني مفهوم الحوكمة وتطبيق مبادئها لإنجاح أهداف السياسة الجبائية، ورغم العوامل التي تصعب من المهام الرقابية الناتجة عن تأثيرات البيئة الجبائية والمحاسبية التي تعمل في ظلها الرقابة الجبائية، إلا أن الإدارة الجبائية ممثلة في المديرية العامة للضرائب قد استخدمت مضمون مبادئ الحوكمة وقامت بترجمتها في شكل إجراءات تساهم في زيادة فعالية الرقابة الجبائية التي تظهر في توسيع وعائها الضريبي، تقليص حجم منازعاتها المحتملة وتحسين الإيرادات الناتجة عنها مستقبلا.